ساهمت منشأة إنتاج الألواح الشمسية المتطورة جدًّا والتي تمّ بناؤها في ولاية "نيغدة" وسط تركيا باستثمارٍ بلغ نحو 650 مليون دولار أمريكي، بتعزيز موقع تركيا وجعلها لاعبًا طموحًا في سوق الطاقة المتجددة العالمي.
وقد قامت الشركة التركية المسؤولة عن تطوير المشروع، إيكو للطاقة المتجددة EkoRE، بتأسيس المنشأة في شهر آذار/ مارس الماضي، على أن تبدأ الإنتاج في عام 2020.
تمتلك الألواح التي سيتمُّ إنتاجُها في محطةٍ تتمتع بكفاءة عالية تبلغ نحو 23.5 في المئة، ميزةً كبيرةً على منافسيها الصينيين حول العالم. وقد بدأت إيكو بالفعل في جذب اهتمام المستثمرين الأجانب بفضل قدرتها التنافسية العالية والميزات التي تحملها للسوق.
أتاحت التطورات في مجال مصادر الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، بيئةً تنافسيةً للغاية من ناحية الجانب الإنتاجي في هذه الصناعة. ومع الحوافز التي تقدّمها في مجال الطاقة المتجددة، تسعى الحكوماتُ جاهدةً لجذب منشآت إنتاج توربينات الرياح والألواح الشمسية التي سيتمُّ استخدامُها في محطات الطاقة العملاقة. أما بالنسبة للشركات الخاصة، فإنها تبحث عن ميزة في الأسواق التي ستفتتح فيها منشآت الإنتاج الخاصة بها.
وفي تصريح له، أشار الرئيس التنفيذي لشركة إيكو للطاقة المتجددة، سِرهان سوزار، إلى أن مسار الاستثمارات في العالم سيتمركز إلى حدٍّ كبيرٍ حول الطاقة المتجددة في الفترة القادمة. وبحسب ما نقلته صحيفة حرييت فقد قال سوزار إنه "من أجل الاستفادة من الإمكانات هنا، تلقّينا 4.2 مليار ليرة تركية كحافزٍ استثماريٍّ وأوجدنا محطة إنتاجٍ للألواح الشمسية متطورةً جدًّا في نيغدى. سنبدأ الإنتاج في عام 2020. إن لدى تركيا إمكاناتٌ كبيرةٌ وقدرةٌ تنافسيةٌ عاليةٌ للغاية في هذا المجال".
تلقّت الشركةُ دعمًا حكوميًّا ضمن نطاق حزمةٍ من الحوافز بقيمة 135 مليار ليرة تركية (تعادل 24 مليار دولار) أعلن عنها الرئيس رجب طيب اردوغان في نيسان/ أبريل من العام الماضي. تمّ تقديم هذه الحوافز لدعم 23 مشروعًا من 19 شركة تركية تمّ اختيارُها.
مشدّدًا على أن الصين تهيمن على سوق الطاقة المتجددة، ذكر سوزار أن من أصل 35 شركة دولية، هناك 27 شركة صينية. وأضاف قائلًا: "بينما تبحث الشركات الأوروبية عن منتجين بديلين، يتعيّن على تركيا اغتنام هذه الفرصة. لا يوجد سببٌ لعدم وجود قاعدة إنتاج لدينا في مجال الطاقة المتجددة".
وصرّح سوزار بأن كلفة بناء المنشأة بلغت 650 مليون دولار في مساحةٍ تبلغ 620 ألف متر مربع في المنطقة الصناعية المنظمة، بور، في ولاية نيغدة. وأضاف أنهم بدؤوا المفاوضات مع سبعة مستثمرين أجانب من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والشرق الأقصى، والشرق المتوسط.
تتمتّع الخلايا والألواح الشمسية التي تنتجها إيكو للطاقة المتجددة من السيليكون في نيغدة بقدرة تنافسية عالية نظرًا لأن كفاءة الألواح الشمسية في السوق تتراوح ما بين 17 إلى 18 في المئة، وأفضل جودةٍ لها هي 21 في المئة. إن كفاءة الألواح التي سيتمُّ إنتاجها في نيغدة ستكون 23.5 في المئة وستُباع بقيمةٍ أرخص بنحو 30 في المئة من تلك الموجودة في السوق. وهذه ميزةٌ كبيرةٌ تمتلكها بالمقارنة مع منافسيها في الصين.
يخطّط المصنع في نيغدة لتوظيف ألف شخص. وبعد بدء الإنتاج، سيتمُّ تشكيل مجموعة فرعية حول المصنع لصناعة الطاقة الشمسية، حيث سيتمُّ توظيف نحو 3 آلاف و500 شخص.